يقول الفقيه السيد عبد الأعلى السبزواري [طاب ثراه]:
التوبة باب من أبواب رحمة الله تعالى ، وهي من أعظم أنحاء لطفه بعباده ؛ ومن أقرب الطرق اليه عزوجل ، وهي أول منازل السائرين إلى الله سبحانه ، وأساس درجات السير والسلوك الإنساني وهي مفتاح التقرب اليه عزوجل ، والوصول إلى المقامات العالية بل لا تتحقق التخلية عن الصفات الرذيلة والتحلية بالصفات الحسنة إلّا بها ، ويكفي في فضلها أنها من صفات الباري عزوجل فانه «التواب الرحيم» ، وقد منّ على عبيده أن تقرب إليهم بالتوبة عليهم بعد البعد عنه تعالى بالمعاصي والذنوب ، فقال تبارك وتعالى : (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [سورة الأنعام ، الآية : ٥٤].
وقد ورد في عظيم فضلها نصوص كثيرة ، ففي الكافي عن أبي عبيدة عن أبي جعفر (عليهالسلام) : «إنّ الله تبارك وتعالى أشد فرحا بتوبة عبده من رجل أضل راحلته وزاده في ليلة ظلماء فوجدها ، فالله أشد فرحا بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها».
وروي عنهم (عليهمالسلام) : «إنّ الله أعطى التائبين ثلاث خصال لو أعطى خصلة منها جميع أهل السموات والأرض لنجوا بها ، قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) فمن أحبه الله لم يعذبه.
مواهب الرحمن ج2
التعليقات مغلقة.